فحص سرطان عنق الرحم أنقذ حياتي - تجربة مريضة | مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي
English

الأخبار والفعاليات

مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي يسلّط الضوء على أهمية الفحص المبكر لسرطان عنق الرحم مع إحدى مريضاته

تؤكد مريم الدوسري، الناجية من سرطان عنق الرحم، أنّ إجراء الفحوصات الدورية أمر محسوم لا يحتاج إلى تفكير ويمكن أن ينقذ حياتك.

تقول مريم: "كنت أعلم أنّ هناك خطبًا ما وأنّ صحتي ليست على ما يرام"، في إشارةٍ إلى الأعراض التي بدأت تظهر لديها قبل عامين... "كانت أعراضًا بسيطة ومتفرّقة، لكنّني شعرت أنّها ليست طبيعية وأنّ جسدي ليس بأفضل حالاته."

كانت مريم آنذاك في الثامنة والثلاثين من عمرها، وقد شخّصت أوّل طبيبة زارتها من خارج مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي حالتها على أنها "مجرد التهاب بسيط" ووصفت لها أدوية مضادة للالتهابات. لكن بعد أن تفاقمت الأعراض، ارتأت مريم – مع زوجها - استشارة طبيبة أخرى، فطلبت منها الخضوع لبعض الفحوصات المتعلّقة بسرطان عنق الرحم، ثم إجراء خزعة.

وتستعيد مريم تلك اللحظة قائلةً: "أُجريت الخزعة باستخدام منظار الرحم. كانت طبيبتي حاضرة في الغرفة، وما إن بدأ الإجراء حتى لاحظت تغيّر ملامح وجهها. عندها، أدركت أنّها قلقة. وحين عدت بعد أسبوعين لمقابلة الاستشاري، أخبرني بإصابتي بالسرطان."

الفحص خطوة بديهية، لكنها قد تنقذ حياتك

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعدّ سرطان عنق الرحم رابع أكثر السرطانات شيوعًا بين النساء على مستوى العالم، ويتسبّب بنحو 350 ألف وفاة سنويًا. ويتطوّر هذا النوع من السرطان لدى بعض النساء المصابات بفيروس الورم الحليمي البشري، إذ قد يؤدي إلى تغيّرات غير طبيعية في خلايا عنق الرحم.

يمكن اكتشاف هذه التغيّرات الخلوية في وقت مبكر قبل أن تتحوّل إلى سرطان، وذلك من خلال فحص فيروس الورم الحليمي البشري الذي يتطلّب أخذ عيّنة صغيرة من خلايا عنق الرحم وفحصها مخبريًا. ويوصي مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي بأن تخضع النساء النشطات جنسيًا بين سن 21 و64 عامًا لفحص فيروس الورم الحليمي البشري مرة كل خمس سنوات، والذي لا يستغرق سوى بضع دقائق فقط.

وفي حال كشف الفحص عن وجود الفيروس، يجري الأطباء اختبارات إضافية قد تشمل الخزعة، أي أخذ عيّنة من نسيج عنق الرحم للكشف عن أي خلايا سرطانية.

مريم تقول

أودّ الإشارة إلى تفصيل مهم. على الرغم من أن النتائج قط تأتي سلبية أحيانًا، إلا أنه من الضروري الخضوع لمزيد من الفحوصات والاختبارات، لا سيّما إذا شعرتِ مثلي بأعراض غير طبيعية في جسمك. لا تتجاهلي الإشارات، ولا تنتظري أن تتحسّن حالتك من تلقاء نفسها.

اختبارات الفحص المبكر ليست مخيفة كما نعتقد. صحيح أنّها قد تكون مزعجة قليلًا، لكنّها ليست مؤلمة ولا تستغرق وقتًا طويلًا. وإن كانت هذه الفحوصات قادرة على اكتشاف مشكلة قد تتطوّر لاحقًا إلى سرطان، فهي خطوة بديهية يجب القيام بها بدون تردّد، لأنّها قد تنقذ الحياة.

"نعم، قد تكون حياتنا مزدحمة، ونعم نحاول أحيانًا إنكار الحقيقة. قد نشعر بالخوف، لكن لا ينبغي بنا ذلك. ففي النهاية، هذه حياتك وصحتك، ويجب أن تبادري للحفاظ عليها من أجل نفسك ومن أجل عائلتك".

أشارت مريم إلى "الصدمة" التي شعرت بها عند سماع نتيجة الخزعة، وقالت: "لم يبدُ لي الأمر حقيقيًا، وكأنّني أعيش مشهدًا في فيلم أو أتلقّى خبرًا سيئًا عن شخص آخر. بدأت يداي ترتجفان، إنّما بدون انفعال واضح."

وتتابع: "أمسك الاستشاري بيدي وطمأنني أنّ كل شيء سيكون على ما يرام. ثم أخبرني أنّ طبيبًا من مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي سيتابع حالتي، وقد أسعدني ذلك."

رحلة مريم من العلاج إلى التعافي

أُحيلت مريم إلى الدكتور تركي الرجيب، استشاري أمراض النساء والتوليد والأورام النسائية في المركز. تقول: "عندما قابلناه لأول مرة، كان قد اطلع مسبقًا على ملفي الطبي وفهم حالتي تمامًا. جلس معنا أنا وزوجي وشرح لنا الحالة بالتفصيل، حيث أوضح لي وضعي الصحي وما أعاني منه وأكّد لي وجود حلّ لعلاج مشكلتي، حتّى أنّه حاول جاهدًا تسهيل الفهم علينا من خلال الرسومات والصور. كان هادئًا وواثقًا للغاية، واستطاع أن يطمئنني."

وتضيف:

شعرت بالفعل أنّني في أيدٍ أمينة، واستطعت أن أحافظ على هدوئي. فمعه، بدا كل شيء أفضل.

خضعت مريم على مدار شهر كامل لفحوصات إضافية استعدادًا للجراحة، من بينها التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير الإشعاعي والتحاليل المخبرية. وفي شهر مارس الفائت، دخلت غرفة العمليات لاستئصال الرحم وعنق الرحم بشكل جذري.

وتستذكر قائلةً: "كنت أرتجف بالكامل، ثم دخل الدكتور تركي وبدأ بمناداة جميع الأطباء والممرضين المفترض أن يرافقوه في غرفة العمليات. وبعد أن أكّد كل منهم حضوره، أردف قائلًا "المريضة مريم... غير موجودة"، فصرخت "موجودة! موجودة!"، وبدأ الجميع يضحكون. عندها، لم أعد خائفة، وأعتقد أنّه سعى إلى تهدئتي بعد أن رأى يداي ترتجفان."

وعندما استيقظت مريم، كان زوجها وابنتاها بجانبها. وبعد ثلاثة أيام، استطاعت النهوض والمشي داخل غرفتها، ثم خرجت من المستشفى في اليومين التاليين.

وتقول: "أشعر اليوم أنّني في أفضل حال، نفسيًا وجسديًا. وأؤمن حقًا أنّ الله دبّر لي هذا الطريق، وأنّ انتقالي إلى مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي كان من لطفه بي."

احجزي موعد فحص سرطان عنق الرحم اليوم