قصة نجاة ملهمة: طفلة في السادسة تتغلب على انتكاسة سرطان الدم الحاد في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي | مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي
English

الأخبار والفعاليات

قصة نجاة ملهمة: طفلة في السادسة تتغلب على انتكاسة سرطان الدم الحاد في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي

تمكّن فريق متعدد التخصصات في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي من علاج طفلة في السادسة من عمرها تعرضت لانتكاسة خطيرة أثناء رحلتها لعلاج سرطان الدم الحاد، في إنجاز يعكس خبرة المركز وكفاءة فرقه الطبية، ويبعث برسالة أمل ملهمة لمرضى السرطان وعائلاتهم. تم تغيير اسم الطفلة حفاظًا على خصوصيتها.

بدأت معاناة "ألينا" مع المرض أواخر عام 2021، حين شُخّصت وهي في الثالثة بمرض اللوكيميا اللمفاوية الحادة (ALL)، وهو أحد أنواع السرطان النادرة التي تؤثر على نخاع العظم والدم، وتؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من خلايا دم بيضاء غير ناضجة تعيق عمل الخلايا السليمة.

يوضح الدكتور باسل أبو شليح، استشاري أمراض الدم والأورام لدى الأطفال: “اللوكيميا اللمفاوية الحادة هي النوع الأكثر شيوعًا بين الأطفال، وعادةً ما تكون قابلة للعلاج بنسبة تصل إلى 90%. فور التشخيص، بدأنا العلاج الكيماوي وفق البروتوكولات المعتمدة لمدة عامين، وقد استجابت ألينا بشكل جيد ودخلت في مرحلة استقرار المرض".

بعد خروجها من المستشفى، واصلت زيارات المتابعة كل ثلاثة أشهر. لكن في فبراير 2025، وبين المواعيد الدورية، ظهرت لديها آلام مفاجئة. يقول الدكتور باسل: "أجرينا لها فحص دم أظهر عودة الخلايا السرطانية. وقد كانت ضمن 10% فقط من الأطفال الذين ينتكسون مبكرًا، وهو ما يجعل العلاج أكثر تعقيدًا ويضعف جهاز المناعة ويزيد من قابلية الإصابة بالعدوى. لذلك أدخلناها مباشرةً إلى وحدة العناية المركزة للأطفال."
كانت هذه المرحلة صعبة للغاية على والديها اللذين اضطرا لرؤية طفلتهما تبدأ رحلة العلاج الكيماوي مجددًا وتقضي أسابيع في المستشفى. ويضيف الدكتور باسل: "حرصنا على دعم الأسرة وشرح الخطة العلاجية لهم لطمأنتهم قدر الإمكان."

تعرّضت ألينا خلال هذه الفترة لمضاعفات خطيرة شملت مقاومة البكتيريا لعدة مضادات حيوية، وفيروسات حادة، إضافة إلى عدوى فطرية نادرة من نوع Aspergillus والتي غالبًا ما تكون مميتة بنسبة تتجاوز 80.%
تؤكد الدكتورة حنان الشيخ، رئيسة قسم صحة المرأة والطفل في المركز، خطورة الحالة بقولها: "كانت حالتها معقدة للغاية. لكن بفضل التعاون الوثيق بين فرق الأورام وأمراض الدم والأمراض المعدية والعناية المركزة والمختبرات، استطعنا تجاوز هذه التحديات وإنقاذ حياتها. لقد كان ذلك أشبه بمعجزة."

ومن أبرز عناصر العلاج إدخال دواء بليناتوموماب (Blinatumomab)، وهو علاج مناعي مبتكر لا يُصنّف ضمن العلاج الكيماوي التقليدي، بل يحفّز جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية عبر ربطها بخلايا الدم البيضاء السليمة.

قال الدكتور باسل: "لقد أحدث بليناتوموماب نقلة نوعية في نسب الشفاء، وأصبح علاجًا قياسيًا لجميع مرضى اللوكيميا، سواء انتكست الحالات أم لا".

ساهم هذا الدواء في تحسين استجابة ألينا بشكل ملحوظ، مما مكنها من مغادرة المستشفى لمتابعة علاجها خارجيًا. واليوم تعيش في حالة مستقرة مع مؤشرات واعدة على استجابة طويلة الأمد تبعث الأمل في استمرار تحسنها.
ومع ذلك، يؤكد فريقها الطبي أن الطريق ما يزال طويلًا؛ فقد تحتاج إلى جلسات علاج إضافية، وربما زرع نخاع عظمي أو علاج بالخلايا المناعية CAR-T، وذلك بحسب استجابتها المستقبلية.

يصف الدكتور باسل شخصية ألينا قائلاً: "هي طفلة صغيرة، يصعب عليها إدراك ما تمر به، لكنها مرحة وطريفة وقوية بشكل لافت. تحظى بحب ودعم كبيرين من عائلتها، وهو ما يمنحها قوة إضافية في مواجهة المرض".

إن قصة ألينا ليست مجرد حكاية شفاء، بل شهادة على ما يمكن إنجازه عندما تمتزج الخبرة الطبية المتقدمة بالتفاني الإنساني وروح الفريق الواحد. إنها قصة أمل تعكس مكانة مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي الرائدة في تقديم رعاية متكاملة تحافظ على حياة المرضى وتمنحهم فرصة حقيقية لحياة أفضل.

اكتشف خدمات طب الأورام وأمراض الدم عند الأطفال