يؤثر سرطان الثدي بشكل كبير على المريضة وعلى القائمين على رعايتها. إن تقديم الرعاية غالبًا ما يتطلب مواجهة تحديات جسدية ونفسية ومالية، ولكنه قد يعطي أيضًا شعورًا بالرضا والارتياح الشخصي وإحساسًا بقيمة ما يتم تقديمه. فيما يلي لمحة عامة عن الاعتبارات والاستراتيجيات الرئيسية للأسر التي تقدم الرعاية.
رعاية شخص عزيز مصاب بسرطان الثدي
- التواصل: يُعد التواصل المفتوح أمرًا جوهريًا. ينبغي على القائمين على الرعاية الإنصات جيدًا لآراء المريضة، مع احترام قراراتها، وضمان الحفاظ على استقلاليتها في خيارات العلاج واستراتيجيات التكيف.
- المساعدة العملية: يمكن للقائمين على الرعاية المساعدة في ترتيب المواعيد الطبية، وتدوين الملاحظات المهمة خلال الاستشارات الطبية، والتعامل مع المهام الإدارية مثل المساعدة في إتمام إجراءات التأمين والفواتير.
- الدعم العاطفي: لابد من تقبُّل التقلبات المزاجية للمريضة وتوفير مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر. غالبًا ما يسبب سرطان الثدي شعورًا بالحرج تجاه التغيرات الجسدية، لذا ينبغي على القائمين على الرعاية تعزيز استراتيجيات التكيف والحفاظ على الأُلفة من خلال تصرفات بسيطة مثل العناق أو الإمساك بالأيدي.
- الرعاية الذاتية للقائمين على الرعاية: يُعد تحقيق التوازن بين تقديم الرعاية ورعاية الذات أمرًا بالغ الأهمية. ينبغي على القائمين على الرعاية تخصيص وقت يومي لإعادة شحن طاقاتهم، والانضمام إلى مجموعات الدعم، وطلب أو استشارة أخصائيين عند الضرورة.
العوامل المساهمة في إرهاق القائمين على الرعاية
- التباس الأدوار: المعاناة في تحقيق التوازن بين تقديم الرعاية والمسؤوليات الأخرى.
- التوقعات الخيالية: الاعتقاد بإمكانية توفير دعم لا نهاية له دون آثار.
- فقدان السيطرة: الشعور بالعجز تجاه الوضع القائم.
- المطالب غير المنطقية: مواجهة توقعات مبالغ فيها من العائلة أو الأصدقاء.
- أعراض الإرهاق: عندما لا يدرك القائمون على الرعاية حدودهم، فإنهم يعرضون أنفسهم للإرهاق الجسدي والعاطفي، ما قد يؤدي إلى مرضهم.
التعافي من الإرهاق
- التقبل: يجب على القائمين على الرعاية الإقرار بمحدودية قدراتهم وإدراك أن طلب المساعدة ليس فشلاً، بل قوة.
- إدراك الاحتياجات الشخصية: إن اهتمام القائمين على الرعاية بصحتهم وعافيتهم يسمح لهم بالاستمرار في تقديم الرعاية بشكل مستدام.
- بناء شبكات الدعم: يمكن لمجموعات الدعم، والأخصائيين النفسيين، وأفراد العائلة توفير الدعم النفسي والمساندة العاطفية والمساعدة العملية.
- تحديد أهداف واقعية: التركيز على أهداف قابلة للتنفيذ، والوعي التام بالإنجازات لاستعادة الإحساس بقيمة الذات والشعور بوجود هدف في الحياة.
- تفويض المهام: يساعد تقاسم المسؤوليات مع أفراد العائلة أو الأصدقاء في إدارة عبء المسئوليات.
- الاهتمام بالرعاية الذاتية: يمكن أن تساعد أنشطة مثل التمارين الرياضية، والنزهات الاجتماعية، أو الهوايات أن تساعد القائمين على الرعاية على استعادة ثقتهم بأنفسهم وتخفيف التوتر.
الجوانب الإيجابية لتقديم الرعاية
على الرغم من التحديات التي يواجهها القائمون على الرعاية، إلا أن تقديم الرعاية يسهم في تحقيق ما يلي:
- الشعور بالرضا عند تخفيف معاناة شخص عزيز.
- فرصة للشعور بأهميتك ودورك المؤثر في حياة الآخرين واكتشاف معنى أعمق للحياة.
تُعد رعاية شخص عزيز مصاب بسرطان الثدي تجربة مرهقة وقيِّمة في آن واحد. يجب أن تركز الأسرة على الحفاظ على التواصل المفتوح، وتقديم الدعم العاطفي والعملي، وتحقيق التوازن بين تقديم الرعاية للمريض والرعاية الذاتية للحفاظ على استدامة صحة القائم على الرعاية. كما أن الاستفادة من الموارد الخارجية وشبكات الدعم يمكن أن يخفف بعض الأعباء، ما يكفل لمقدمي الرعاية والمرضى اجتياز هذه المرحلة الصعبة معًا بأفضل صورة ممكنة.