علاقات المرضى
تسبب وقوع حادث غير مألوف في 2010 بمعاناة لمحمد أحمد الذي كان يشكو من ضعف في الرؤية وألم في عينه اليسرى، ولم يتمكن الأطباء من تحديد السبب لأكثر من 15 عامًا.
مر محمد أحمد بجانب عامل كان يجري أعمال صيانة في الشارع أثناء توجهه إلى البقالة لشراء بعض المستلزمات، وفجأة دوى صوت انفجار في المكان تسبب في تطاير شظايا الزجاج في كل الاتجاهات، وما أن هدأ الغبار، أدرك محمد إصابته بعدة شظايا زجاجية في وجهه، ومن بينها واحدة استقرت في وجنته بالقرب من فمه، ليسارع في إزالتها للتخلص من الألم.
ومن ثم توجه إلى أقرب مستشفى إليه، حيث اكتشف الأطباء وجود شظايا زجاجية أخرى حول عينه اليسرى وبادروا إلى إزالتها جميعًا، ووصفوا له مرهمًا لمنع انتشار العدوى. عاد محمد إلى منزله لاحقًا، وقد تعافت جروحه بسرعة، وظن أن حالته الصحية عادت إلى طبيعتها.
مرّت سنوات على هذه الحادثة، حتى حلول عام 2020 عندما ضربت جائحة "كوفيد – 19" العالم، ليصاب محمد في أكتوبر من ذلك العام بفيروس "كورونا"، وسرعان ما بدأ يعاني من ألم في عينه اليسرى مع وجود تشوش في الرؤية. ويتذكر ذلك بقوله: "لم أكن أستطيع أن أرى أمامي لأكثر من مسافة قدمين". ومنذ تلك اللحظة، بدأ محمد يعاني من انزعاج ومشاكل في الرؤية.
في بداية الأمر، شخّص الأطباء الحالة الصحية لمحمد على أنها التهاب القرنية القرصي، وهو عبارة عن عدوى فيروسية تصيب قرنية العين، ووصفوا له علاجات قصيرة المدى من الأدوية المضادة للفيروسات والتي تؤخذ عن طريق الفم، إلى جانب قطرات تحتوي على الكورتيزون الموضعي، ما ساهم في تخفيف حالته بشكل مؤقت، إلا أن الضبابية والألم عادا إلى محمد من جديد، وفي أكتوبر 2024، تم تحويل محمد إلى الدكتور محمد العقبة، استشاري طب العيون في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي، والمتخصص في جراحة المياه البيضاء والقرنية.
علق محمد أحمد قائلًا: "أجرى الدكتور محمد العقبة مجموعة من الفحوصات، واكتشف وجود قطعة زجاجية صغيرة، ذات حواف حادة متعددة، مستقرة خلف القرنية مباشرة". وتابع: "عندما اكتشف الطبيب ذلك أكد إنه لم يسبق له أن صادف في حياته مثل هذه الحالة من قبل ".
من جانبه، تمكن الدكتور محمد العقبة وفريقه من تشخيص الحالة باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية البيو ميكروسكوبية، التي تلتقط صورًا للجزء الأمامي من العين، والتصوير المقطعي البصري التوافقي، الذي يُنتج صورًا ثلاثية الأبعاد للجزء الخلفي من العين، وفي هذا السياق، يقول الدكتور العقبة إن حالة محمد كانت نادرة جدًا نظرًا لوجود شظية الزجاج في عينه لأكثر من 15 عامًا. ويتابع: "كان القلق من أن يكون الجسم الغريب ملتصقًا بشكل أكبر بنسيج القزحية، كما أن محاولة تحريكه خلال العملية الجراحية قد يؤدي إلى تلف إضافي في القرنية أو في العدسة البلورية للعين، وفي الوقت نفسه يمكن أن يتسبب ترك الشظية داخل العين في تدهور تدريجي في بنية القرنية والأنسجة العينية المجاورة، وربما يؤدي إلى فقدان البصر. ولذلك، فقد كان الخيار الأفضل هو خضوع محمد لعملية جراحيه لإزالة الشظية".
في يناير 2025، أجرى الدكتور العقبة العملية الجراحية. وعلق الدكتور بقوله:
كانت العملية ناجحة جدًا، وتمكّنا خلالها من إزالة الشظية دون أن نُحدث أي ضرر في عين محمد، وأرسلنا الشظية مباشرة إلى قسم الميكروبيولوجي لفحصها والتأكد من خلوها من أية ميكروبات، وجاءت النتيجة سلبية. ومنذ ذلك الحين، تمت متابعة حالة محمد في العيادة وقد تعافى تمامًا، ومدى الرؤية في عينه اليسرى الآن 20/20 وتبدو قرنيته طبيعية
يقول محمد، البالغ من العمر 48 عامًا: "أستطيع الآن أن أرى بعيني اليسرى بشكل ممتاز، ومنذ الجراحة لم أعد أشعر أو أعاني من أي ألم، وأنا ممتن جداً للدكتور العقبة وفريقه على رعايتهم المتميزة".
تعرّف على المزيد حول خدمات طب العيون في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي
