مريضة في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي تروي تجربتها مع سرطان الرئة وتحثّ المدخنين على الإقلاع قبل فوات الأوان | مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي
English

الأخبار والفعاليات

مريضة في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي تروي تجربتها مع سرطان الرئة وتحثّ المدخنين على الإقلاع قبل فوات الأوان

بمناسبة اليوم العالمي لسرطان الرئة الذي يُصادف الأول من أغسطس، تشارك عائشة، إحدى المريضات في مستشفى جونز هوبكنز أرامكو الطبي، تجربتها المؤثرة مع التدخين والمرض

بدأت عائشة التدخين في سن الثامنة عشرة، بعدد قليل من السجائر يوميًا، ومع مرور الوقت بدأ هذا العدد يرتفع تدريجيًا، حتى بلغ ذروته بعد ولادة طفلها الخامس، حيث أصبحت تستهلك ما يقارب ثلاث علب يوميًا. ورغم توقفها المؤقت عن التدخين خلال فترات الحمل، فإنها كانت تعود إليه فورًا بعد الولادة.

رحلة الإقلاع تبدأ بتحذير

واليوم، وقد بلغت الستين من عمرها، أصبحت عائشة من أبرز مناهضي التدخين، لا تتوقف عن التحذير من مخاطره، وتجتهد في مشاركة تجربتها مع الآخرين، خاصة بعد تشخيصها بسرطان الرئة من النوع صغير الخلايا. وتقول: "كنت اعاني من مرض الربو وكنت أدخن في طريقي إلى المستشفى، وحتى أثناء وضعي لقناع الأكسجين، كنت أحاول التدخين، الذي ينعكس مع مرور الوقت سلبًا على الصحة، وتصبح المعاناة معه أقسى مما نتخيل". كلما زاد تدخينها، قلّت قدرتها على ممارسة الرياضة، وكان التعب يتسلل إليها. عانت من الأرق والقلق. وأضافت: "منعني الإدمان من الذهاب إلى أماكن يُمنع فيها التدخين، مثل بعض المطاعم والفنادق. كما كان يُثير غضبي كلما أُجبرت على التوقف عن التدخين في المطارات أو على متن الطائرات. كنت أخشى الطيران."

وخلال شهر رمضان، كانت عائشة تُشغل نفسها يوميًا لمقاومة الرغبة الشديدة في النيكوتين. وقالت: "كنت أستيقظ في الساعات الأولى من الصباح لأُعدّ الطعام. أحب الطبخ، مما يُساعدني على إبقاء يديَّ مشغولتين وعقلي مُركّزًا على شيء آخر غير السجائر."

وتؤكد عائشة أنها أقلعت عن التدخين تمامًا، وفي الوقت نفسه، بدأت تحثّ المدخنين الآخرين على اتخاذ القرار ذاته، لحماية أنفسهم من الإصابة بالأمراض.

الصدمة والتشخيص

بدأت أولى علامات المرض بالظهور على عائشة قبل أيام من دخولها إلى المستشفى، حيث بدأت تشعر بوجود رائحة كريهة في كل مكان، رغم تأكيد من حولها عدم وجود روائح غريبة، وهو ما أثار الشك في نفسها بأن هناك أمرًا غير طبيعي. وبعد التشخيص، تبيّن إصابتها بسرطان الرئة صغير الخلايا، الذي يُعد من أكثر أنواع السرطانات ارتباطًا بالتدخين. خضعت عائشة لجلسة علاج كيميائي أولى، ثم انتقلت إلى مستشفى جونز هوبكنز أرامكو للرعاية الصحية في الظهران، حيث تصف تلك الأيام بأنها كانت الأصعب في حياتها، إذ لم تتمكن آنذاك من تناول الطعام أو الشراب لمدة ثلاثة أيام متتالية، حتى استطاعت في نهاية اليوم الثالث تناول شريحة صغيرة من البطيخ. ومع حلول اليوم السادس، بدأت حالتها في التحسن التدريجي، ما زاد من أملها في قرب مغادرتها المستشفى بعد استقرار حالتها الصحية.

من المقرر أن تبدأ عائشة رحلة علاجية تشمل أربع جلسات من العلاج الكيميائي، تليها مرحلة العلاج الإشعاعي لمنطقة الصدر، ثم تنتقل إلى ما يُعرف بالعلاج الإشعاعي الوقائي للدماغ، والذي يهدف إلى الحد من انتشار الخلايا السرطانية ومنع وصولها إلى الدماغ. وبعد الانتهاء من هذه المراحل، ستباشر عائشة العلاج المناعي، وهو نهج حديث في علاج السرطان يعتمد على تعزيز قدرات الجهاز المناعي لتمييز الخلايا السرطانية ومهاجمتها بفعالية.

وفي هذا الإطار، تؤكد الدكتورة تقى الخلف، أخصائية الأورام الصدرية ورئيسة برنامج أورام الصدر في مركز جونز هوبكنز الطبي، أن العلاج المناعي يُسهم في تحسين معدلات النجاة بين مرضى سرطان الرئة صغير الخلايا، مشيرةً إلى أنه يُعدّ تحولاً نوعياً في رعاية مرضى السرطان. وتقول: "نأمل أن تحقق عائشة استجابة علاجية فعّالة ومستدامة"، وترى أن مثل هذه القصص تمثّل نقطة انطلاق لبداية جديدة وحقيقية. وتضيف: "نلتزم في مركز جونز هوبكنز الطبي بدعم المدخنين لاتخاذ خطوتهم الأولى نحو الإقلاع، ونرافقهم في رحلتهم الصحية لتعزيز جودة حياتهم والحفاظ على صحتهم التي لا تُقدّر بثمن".

للمزيد من المعلومات حول مخاطر التدخين