حقّق مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي إنجازًا طبّيًا نوعيًا بعد أن أجرى أحد جرّاحيه أول عملية من نوعها في المملكة لعلاج مريض يعاني من التهاب القولون التقرّحي الشديد، مستخدمًا التقنية الروبوتية الحديثة.
كان أحمد خاطري يعيش معاناة مستمرة منذ طفولته. فقد رافقه التهاب القولون التقرّحي، أحد أمراض الأمعاء الالتهابية التي تتسبّب الإسهال المتكرر، والآلام الشديدة، ونوبات النزيف، وفقدان الوزن.
يسترجع أحمد، البالغ من العمر 26 عامًا، معاناته قائلًا: "عانيت نفسيًا بشكل كبير. كنت دائم التوتر، أغضب من أتفه الأسباب، ولا أستطيع التركيز على عملي أو الاستمتاع بحياتي كما ينبغي".
وبسبب حالته الصحية، كان يضطرّ أحمد إلى دخول المرحاض بشكل متكرّر، أي ما لا يقلّ عن 15 مرة يوميًا، وأحيانًا أكثر. ومع كل نوبة، كان يعاني من ألم حاد ينهك جسده ويتعب أعصابه.
كنت دائمًا أسأل نفسي قبل الخروج لأي مكان: هل يوجد مرحاض؟ وإن لم يوجد، ألغِي الزيارة. حتى أثناء التمرين في النادي، كان الألم وكثرة الذهاب إلى المرحاض يفقداني تركيزي ويزيدان شعوري بالإحباط
ورغم استخدامه أعلى جرعة مسموح بها من الستيرويدات، استمرّت معاناته دون تحسّن.
في هذا السياق، يوضح الدكتور رضوان أحمد، استشاري الجراحة العامة وجراحة القولون والمستقيم بالمنظار والروبوت في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي: "يستجيب معظم مرضى التهاب القولون التقرّحي يستجيبون للعلاج الدوائي، ولكن أحمد كان من الحالات القليلة التي لا تتحسّن. وقد تدهورت حالته بشكل ملحوظ، وكان واضحًا أن المرض أصبح يقيّد حياته بالكامل".
بعد توقّف جسمه عن الاستجابة للأدوية، التقى أحمد بالدكتور رضوان في فبراير 2024 لمناقشة الخيارات العلاجية الممكنة. ويقول: "كنت خائفًا جدًا من فكرة كيس الفغرة. لم أتخيّل أن أعيش بقية حياتي بهذه الطريقة".
اقترح الدكتور رضوان إزالة القولون بالكامل وتشكيل قولون جديد باستخدام جزء من الأمعاء الدقيقة عبر عملية الاستئصال الكلي للمستقيم والقولون مع إنشاء جيب داخلي (J pouch)، وهي عملية تُغني عن استخدام كيس الفغرة.
ورغم إجراء هذه العملية سابقًا في المملكة بمنظار الجراحة التقليدي، اقترح الدكتور رضوان تنفيذها لأول مرة في السعودية باستخدام الروبوت الجراحي "دافنشي إكس آي" المتقدّم في المركز.
وافق أحمد على الخطة الجراحية وخضع للعملية في أبريل 2024، وقد تكلّلت بالنجاح.
يقول أحمد: "كانت الأسابيع الأولى بعد الجراحة مليئة بالتحديات. لم أكن راضيًا تمامًا، لكنني كنت أكثر راحة مقارنةً بما قبل العملية. وبعد بضعة أشهر، اعتدت على وضعي الجديد، وأصبحت أكثر هدوءًا لدرجة أن عائلتي استغربت اختفاء نوبات غضبي".
اليوم، أشعر بسعادة كبيرة. لم أعد مضطرًا للتفكير في تواجد المرحاض طوال الوقت، وتراجعت عدد مرات دخولي إلى نحو أربع مرات يوميًا فقط. أنصح أي شخص يعاني من حالتي بالخضوع لهذه العملية، فقد غيّرت حياتي بالكامل".
من جهته، وضّح الدكتور رضوان: "استعاد أحمد عافيته بشكل ممتاز بعد الجراحة. أصبحت وظائف الأمعاء لديه قريبة من المعدل الطبيعي، ولم يعد بحاجة إلى أدوية الستيرويد. لا أنسى عندما تواصل معي بعد أربعة أسابيع فقط ليسأل عن الوزن المسموح له برفعه في النادي! إننا فخورون بتقدّمه الملحوظ ونتمنى له دوام الصحة".
يمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات حول جراحة القولون والمستقيم في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي.
أكدت شركة "جلف ميديكال" — المورّد الحصري لروبوت "دافنشي" في الشرق الأوسط، أنّ هذه الجراحة هي الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية.