مريض السكري والصيام

May 12, 2020

قد ينطوي صوم شهر رمضان المبارك على بعض التحدِّيات والمخاطر بالنسبة لعديد من المرضى، ومن بينهم المصابون بمرض السكري. لذلك، يتوجب على مريض السكري مراجعة طبيبه المعالج قبل بداية الصيام؛ وذلك لتقييم وضعه الصحي وقدرته على الصوم، أو تعديل نظامه العلاجي كما يلزم.
وبصفة عامة، بعض مرضى السكري قد لا يُنصح لهم بالصيام خوفًا من حصول مضاعفات، بما في ذلك مرضى السكري في نوعه الأول الهش، وكذلك مرضى السكري في نوعه الثاني ممن لديهم ارتفاعات وانخفاضات بالسكر، أو أمراض ومضاعفات أخرى متقدمة. أيضًا، قد لا تُنصح الحوامل والمرضعات بالصيام في بعض الحالات.
وفيما يلي بعض الإرشادات والنصائح العامة التي قد تنفع المريض المُصاب بالسكري في إكمال صيامه خال الشهر الكريم، مع المحافظة على صحته وسلامته.

النظام الغذائي أثناء الصيام

يلعب النظام الغذائي دورًا رئيسًا في المحافظة على الصحة خال الشهر الكريم، وعلى مرضى السكري مراعاة النصائح التالية في النظام الغذائي:

المحافظة على المقدار اليومي للطعام ونوعيته، حسب ما يحدِّده أخصائي التغذية.
تقسيم كمية الطعام المحددة يوميًا إلى وجبتين رئيستين هما الفطور والسحور، بالإضافة إلى وجبة ثالثة خفيفة بين الوجبتين.
تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الإمساك فجرًا.
عدم الإكثار من تناول المشروبات والمأكولات التي تحتوي على كمية كبيرة من السكرياتالبسيطة (سكر الطعام)، أو الدهون المشبعة (الدهن الحيواني أو الدهون).

النظام العلاجي للمريض

المرضى الذين يعالجون بالنظام الغذائي فقط

لا حاجة لإجراء أي تغيير أو تعديل على النظام الغذائي المُتبَع.
لا يوجد احتمال لانخفاض سكر الدم دون المعدل الطبيعي أثناء الصيام.

المرضى الذين يعالجون بأقراص الدواء

بالنسبة للمرضى الذين يعالجون بأقراص الميتفورمين (جلو كوفاج) أو أقراص أكارابوز (جلو كوباي)؛ فينطبق عليهم ما ذُكر عن المرضى الذين يعالجون بالنظام الغذائي فقط، ولا حاجة لإجراء أي تغيير على جرعة الدواء.
بالنسبة للمرضى الذين يعالجون بأقراص السلفونايل يوريا، وتشمل أقراص ميني دايابوجليميبرايد وجليبينكلامايد، فيجب عليهم إجراء التغييرات التالية:
- تناول الجرعة الصباحية المعتادة قبل وجبة الإفطار بربع ساعة.
- تناول نصف الجرعة المسائية المعتادة قبل السحور بربع ساعة.
بالنسبة للمرضى الذين يعالجون بأنواع أخرى من الأقراص، مثل ليناجليبتين (لا يؤدي إلى هبوط السكر)، فلا حاجة لإجراء أي تغيير، ويمكنهم خذ الدواء عند الإفطار.

المرضى الذين يعالجون بالإنسولين

يجب عليهم الرجوع إلى طبيبهم المعالج من أجل مراجعة علاجاتهم. وبشكل عام، يكون العاج بالإنسولين كما يلي:

جرعة واحدة يوميًا متوسطة المفعول، تُؤخذ قبل الإفطار.
جرعتين يوميًا (متوسط/سريع المفعول)، يتم تناول الجرعة الصباحية المعتادة قبل الإفطار عند المغرب، وتناول نصف الجرعة المسائية المعتادة قبل السحور.
أربع جرعات يوميًا، ولا بُدَّ هنا من مراجعة الطبيب المختص

نصائح إضافية لمرضى السكري

يُنصح مريض السكري بالإفطار في حالة وجود انخفاض في نسبة السكر، أو أعراض انخفاض في نسبة السكر، كما يلي:
- مرضى السكري النوع الأول: إذا كانت نسبة السكر أكثر من ٢٥٠ مج/دل، مع ظهور الكيتون في تحليل البول أو الدم.
- مرضى السكري النوع الثاني: إذا كان نسبة السكر أكثر من ٣٠٠ مج/دل مع أعراض التبول الكثير.
- في حالة حصول جفاف أو مثل ارتفاع الحرارة أو الإسهال.
يجب ممارسة النشاط الرياضي المعتاد، كالمشي وغيره، أثناء فترة الإفطار وليس في وقت الصيام.
إذا واجه المريض أمورًا غير متوقعة بعد تعديل العلاج في رمضان، فعليه أن يناقش ذلك مع طبيبه المعالج.

نصائح عامة لصيام صحي

تناول أطعمة متنوعة

تناول أطعمة متنوعة، إذ يصعب الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها الصائم من نوع واحد من الأطعمة. لذلك، لكي يكون الأكل صحيًا يجب أن يحتوي على مختلف مجموعات الطعام، ويشمل ذلك الكربوهيدرات ، والبروتينات ، والألياف، والفيتامينات والمعادن، وقليل من الدهون والزيوت.

تناول الكمية التي يحتاجها الجسم من الطعام

تناول الكمية التي يحتاجها الجسم من الطعام؛ فحين يتناول المرء كمية أكبر مما يحتاجها جسمه من الطعام، يقوم الجسم بتخزين السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون.

الإكثار من تناول الخضار والفاكهة والحبوب

الإكثار من تناول الخضار والفاكهة والحبوب، وتناول الأطعمة النباتية؛ لأنها تحتوي على كمية أقل من السعرات الحرارية، وكمية أكبر من لألياف والفيتامينات والمعادن، كما أنها لا تحتوي على الكوليسترول، وتحتوي على كمية قليلة من الدهون.

تقليل الدهون و الكوليسترول

اتباع نظام غذائي يحتوي على كمية قليلة من الدهون ومن الكوليسترول.

الاعتدال في تناول الحلويات

الاعتدال في تناول الحلويات والأطعمة التي تحتوي على السكر.

إعداد: د. سهيل أبوشليح